السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً أحيي هذه الوجوه المباركه
، ل اول مره اشارك في قروب ابونواف .. معي قصه نسجت احداثها من خيوط الواقع ..
أشكر كل من شجعني على نشرها .. كنت اعتبرها مجرد فضفضه ومصيرها سلّة المحذوفات مثل سابقاتها ..
يوم الخميس الموافق 3/ 5/ 1429 ه ،
استيقظت من نومي ، ذهبت اريد دورة المياه -اعزكم الله- قابلتني اختي في الطريق
قالت : تعرفين صالح ال..... ابن خال حنان ؟ اشرت برأسي "اي نعم"
أختي /هو الكبير ولاّ الصغير اللي ورتنا صورته حنان؟؟
انا:لا االصغير اللي ورتناا ايااه
اختي:
ايه اليوم توفّى !!!
لم استوعب ماقالته ! دخلت الحمام وعندما اردت الوضوء احسست برعشة في اطرافي !
صالح ! صالح .. صاحب ال 15 سنه توفّي !
قد يكون اصابه مرض او حادث لانه لايتوفى في هذا العمر الا وقد اصابه امّا احد الاثنين !
توضأت خرجت وصليت الظهر استوعبت في الصلاة انه توفّي دمعت عيناي دعوت له وانهيت
الصلاة ..
نزلت في الاسفل ل اتأكد من الخبر وأعرف كيف توفي /
نزلت .. رأيت ابي مكفهر الوجه ..! ،
لا اذكر من قابلني فسألت ماالخطب ؟ وكيف توفّي صالح ؟ قيل لي انه مات فجأه ! ..
كان يوم الاربعاء سليم معافى لم يُصب بأي مرض !
أصابتني حالة ذهول ! حزنت قليلاً ولكن ليس الى حد كبير ! ،
وأتممت اجازه نهاية الاسبوع ك أي اجازه لهو ولعب ..
************
جاء يوم السبت سريعاً وكالعاده : ( ، ذهبت إلى المدرسه دلفت من الباب ...
ودخلت مباشرةً إلى الساحة الداخليه وهنآك عند جهة الكراسي جلست ...
وضعت حقيبتي وبجانبها عبائتي ..
فتحت كتاب"التآريخ" وبدات اتصفحه ل ارى ما المنهج وابدأ بالمذاكره !
التفت إلى جانبي فإذا هي أمل زميلتي منذ ايام الابتدائيه ..
سلمت عليها وبعد السؤال عن الحال ،،
أمل: "اقول تذكرين هاذيك نوال ال ..... ؟ "
انا: نعم !! ... اذكرها في نفس حافلتي في الابتدائيه ،
هي دائماً وفي كل رمضان اراها تُصلّي في مسجدنا ..
أمل: آهاا ، ولكنها توفيت يوم الاربعاء ب حآدث على طريق سفر .. !
انا: "قولي والله !!"
أمل: والله العظيم .. هي وامها واخوها توفو مباشرةً ..
لكن اختها غاده ترقد في العنايه المركزه حالتها حرجه جداً .!
انا: "وآثار الصدمه لاتزال على ملامح وجهي" الله يرحمهاا ياارب متأكده نوال ماغيره
نوااااااااال ؟؟!!،
"و غاده !! اللي في المتوسط بعد حالتها خطره ؟؟!! الله يشفيهاا ويقومها بالسلامه"
أمل: تخيلي يا جود انهم يوم جو يغسّلونهم
بدوو يفسخون من نوال وامها القفّازات وشرّاب الحجاب الاسود ! " ماشاءالله هذا وهم على
طريق سفر "
انا: "ماشاءالله تبارك الله .. وهم على طريق سفر وقفازات .. الله يجمعنا بهم في الجنه .."
--
أحسست بحزن يغمرني على نوال وامها واخواتها واخوانها ،
ياالله الموت لا يطرق باباً ولا يستأذن من أحد :"( ...
خالجني شعور رهيب ! اصبحت خائفه ان الموت يتخطّفني وانا على غفله ...
وماعليه من معااصي اسأل الله لي ولكم الغفران ..
********
رن الجرس معلناً بدء الطابور الصباحي ..
وانا لم اذاكر سوى صفحة واحده ،
الوقت كان لا بأس به وبأمكاني ان اصل الى نهاية المنهج لانه قصير ..
ولكن كما يقولون "البال منشغل"
"يلّه اللي هناا على طابورك إنتي وياها" صوتها الحآآد اجبرني على اغلاق كتابي على
مضض ..
لملمت اشيائي ونهضت ل أصف في الطابور الصباحي ..
----
((وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ماكنت منه تحيد))
بدأت الاذاعه المدرسيه بذلك الصوت الشجي الخآشع ويتلو تلك الآيه ..
احسست برغبةٍ شديده في البكاء ..
هدوء يعم الارجاء .. سوى من اصوات المكيفات وصوت القارئه ..
بعد تلاوة الآيات .. بدَأتْ قراءة الموضوع "وكعادة الاذاعات المدرسيه"
الموضوع كآن عن الموت وسكراته وكيف انه يباغت الانسان ..
وماتدري نفس بأي ارض تموت ..
وفي ختام الكلام قالت: الموت لا يعرف احداً كبيرا كان او صغيراً ..
فهاهي أختكم نوال ال ..... تطلبكم الحلّ فقد توفيت يوم الاربعاء ..
يا الله ! حقاً كفا بالموت واعظا ..
اطرقت برأسي ونزلت دمعة كنت امنعها من الخروج .. كفكفت دمعتي ..
وذهبت اجر الخطى،،
صعدت إلى الاعلى حيث يقبع فصلنا .. كنت انتظر حنان على أحرّ من الجمر ..
أريد ان اراها وكيف حالها :"(
قابلت صديقتي نوره سلمت عليها ..
وتجاذبنا أطراف الحديث ك أي يومٍ عآديّ ...
دخلت حنان نظرت إلى وجهها وقد بدا متغيراً بعض الشئ .!
--
سلمنا على حنان .. "أحسن الله عزائكِ.. وعزائكم"
ظلّت صامتةً طول الوقت .. لم استغرب هدوئها ..
ولم احاول ان استحثها على الكلام اطلاقاً .!
وبدأت الحصه الأولى ..
--
((بنااات اطلعوو ماعليكم منها ترى فسحه))
هكذا هتفت رنيم بصوتها الجهوري ، لتعلن ابتداء الفسحه "ولا عليكم من المراقبه !
"
قمت انا وحنان .. ونوره ذهبت ل تتكفل بالافطار ،،
بدأنا بالمشي في نفس الدور الذي تقع به غرفة الصف ..
ظلت حنان صامته برهةً من الزمن ...
وانا ليس عندي مااقوله اخشى المزاح فلا تتقبله حنان : ( ...
---
واخيراً نطق الحجر ، وتكلمت حنان وهي تدافع عبراته
حنان: "تخيلي ان صالح قبل لا يموت يقول ل امه وابوه انتم راضين عني ؟؟ انتم راضين عني ؟؟ كأنه حااس "
انا: "طيب فيه مرض ولا وش فيه بالضبط ؟؟"
حنان: "لاا مافيه شي ابد .. سليم معافى مات بفراشه ..
يوم جاء ابوه يقومه ل صلاة الفجر لقى جسمه ازررق وشفايفه بيض وراافع اصبعه متشهد
يا روان متشهد "
انا: "خنقتني العبره" .. "ممممم خلينا ننزل ونجلس مع البنات .."
لم تمانع ... وابدت موافقتها .. مشينا الى حيث الدرج .. واثناء نزولنا /
حنان: أمّه مسكينه أمّه
انا: ليش ؟؟
((قبل ان تُكمل لي كلامها جلسنا مع البنات))
حنان: "تقول وليدي تعال اخمك جدي تعاال !!"
انا: "لم استحمل ماتقوله .. حاولت ان امنع دموعي حاولت وحاولت ولكنها بائت بالفشل ..
بدأت ابكي وابكي بكاء مكتوم .. حتى احسست بأن روحي ستخرج ..
حنان""قومي خلّينا نرقى فووق"
نهضنا سريعاً .. وصعدنا عتبات الدرج
وانا ابكي .. الله يرحمه ..
************
انتهى اليوم الدراسي الحزين .. ولملمنا اغراضنا ل نتأهب للخروج ..
---
اسمع بكاء رنا اخت حنان من تحت الغطاء وهي تحاول كتم نحيبها ..
فكرت في داخلي ان اقول لها شيئاً يواسيها ويجعلها تكف عن البكاء ..
نويت ان اقول لها "ترى الصياح يعذّب الميت في قبره"
ولكن خفت من صحة المعلومه واني تكلمت في شئ ليس لي به علم !
فضلت الصمت ..
---
دخلت الى المنزل واكاد انهار من التعب ...
لأول مره احس بهذا الشعور الغريب ..!
سلمت على والدتي .. وهممت بالصعود إلى غرفتي ..
---
نويت فور انتهائي من صلاة الظهر ان انم مباشرةً .. ولكن خرجت من الغرفه رأيت أختي وقلت
لها عن نوال ...
صُدمت مثلي .. وترحمّت عليهاا ودعت لهاا ..
رجعت إلى الغرفه قابلتني اختي الثانيه /
أختي: "هاه وش أخبارها حنان"
انا: "ياعمري .. الله يثبتهم ياارب" تخيلي ام صالح في اول ايام العزاء تقول
(وليدي تعال اخمك جدي تعاال !!) "
لم اكن اعلم ماسوف تأثر هذه الجمله على اختي ..
بكت ولم أكمل لها تفاصيل الكلام ..!
الله يجمعنا وياكم في الجنه ياارب ،،
---
هكذا مضت الايام سريعاً يوماً تلو الاخر ل اسطّر لكم عباراتي بعد مرور اشهر على وفاتهماا .!
هلّ لنا ان نتدارك انفسنا في التوبه قبل ان تُوراى اجسادنا في التراب ،
حينهاا لن ينفع الندم !
هنالك أناس عندما تخنقهم مشاغل الدنيا ...
ويغوصون في صخب الحياة .. يشعرون بالضنك والضيق الشديد"سحقا لها من دار فناء" ..
يتمنون الموت ..!! او ربما رددو "اريد الانتحار" !!
عجبا ..!! أقدمتم ماانتم ضامنين به رضى الرحمن !؟
راجعوا حساباتكم .. فليس الموت لعبة "صبيان"
اللهم اجعلنا ممن يقول القول فيتبع احسنه .. اللهم اجعل مانقوله حجة لنا لا علينا..آمين ...
----
همسه في اذن من توفي له قريب او حبيب /
ليس نهاية الدنيا فقد الاحباب فهذه سنة الحياة هم السابقون ونحن اللاحقون ..
من حقنا ان نذرف دموعاً ل فراقهم .. من حقنا ان نعيش حزناً لاذعاً من أجلهم
فلا يمنع من ذلك ما يقع في القلب من حزن شديد و ما يظهر في العين من بكاء لأنها عاطفة ل
يمكن دفعها و لا يعارض الرضا والتسليم بما يجري به القضاء و القدر ، فحينما توفي للرسول
صلوات الله عليه ابنه إبراهيم قال (( إن القلب ليحزن و إن العين لتدمع و لا نقول إلاّ م
يرضي ربنا : إنا لله و إنا إليه راجعون) .
إنّ الكيّس الفطن من عمل ل آخرته ولاينسى نصيبه من الدنيا [في حدود الشرع ]
أحسن الله عزاءكم .. وجمعنا واياكم بمن تحبون في جنة عرضها السماوات والارض اعدت ل المتقين ،
******************
ختاماً //
نحن مقبلين على شهر فضيل ، شهر الرحمه .. شهر القرآن ... ل نجتهد في الطاعه ولانضيع لحظه من لحظاته المباركه ..
ف إعلانات المسلسلات "الشيطانيه" بدأت من الآن .. فلنحترم حرمة هذا الشهر ...
ومايدريك ربّمآ لن تصوم رمضان القادم .؟ ايعلم صالح اتعلم نوال ايعلم فلان و فلان و و و .......... ان رمضان الماضي آخر رمضان لهم !؟ ...
أود ان اقول ان هذه القصه ليس الغرض منها "أدبياً" ولكن مجرد سرد متتابع وسريع ل
حدث مؤلم ، او شئ من بقايا حزن في دآخلي ..!
دمتم طائعين ل مولاكم ...
اعزائي .. لي طلب .. اتمنى من كل من قرأ هذه القصه ان ينشرها قدر المستطاع